فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهذا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ}.
قال السدّي ومقاتل: «مرّ الرسول عليه الصلاة والسلام بأبي جهل وأبي سفيان، فقال أبو جهل: هذا نبي عبد مناف، فقال أبو سفيان: وما تنكرون أن يكون نبيًّا في بني عبد مناف، فسمعهما الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لأبي جهل ما تنتهي حتى ينزل بك ما نزل بعمك الوليد بن المغيرة، وأما أنت يا أبا سفيان فإنما قلت ما قلت حمية. فنزلت».
ولما كان الكفار يغمهم ذكر آلهتهم بسوء شرعوا في الاستهزاء وتنقيص من يذكرهم على سبيل المقابلة و{إن} نافية بمعنى ما، والظاهر أن جواب {إذا} هو {إن يتخذونك} وجواب إذا بإن النافية لم يرد منه في القرآن إلا هذا وقوله في القرآن {وإذا رأوك إن يتخذونك إلاّ هزوًا} ولم يحتج إلى الفاء في الجواب كما لم تحتج إليه ما إذا وقعت جوابًا كقوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات} ما كان حجتهم بخلاف أدوات الشرط، فإنها إذا كان الجواب مصدرًا بما النافية فلابد من الفاء، نحو إن تزورنا فما نسيء إليك.
وفي الجواب لاذا بأن وما النافيتين دليل واضح على أن {إذا} ليست معمولة للجواب، بل العامل فيها الفعل الذي يليها وليست مضافة للجملة خلافًا لأكثر النحاة.
وقد استدللنا على ذلك بغير هذا من الأدلة في شرح التسهيل.
وقيل: جواب {إذا} محذوف وهو يقولون المحكي به قولهم {أهذا الذي يذكر آلهتكم} وقوله: {إن يتخذونك إلاّ هزوًا} كلام معترض بين {إذا} وجوابه و{يتخذونك} يتعدى إلى اثنين، والثاني {هزوًا} أي مهزوأ به، وهذا استفهام فيه إنكار وتعجيب.
والذكر يكون بالخير وبالشر، فإذا لم يذكر متعلقه فالقرينة تدل عليه، فإن كان من صديق فالذكر ثناء أو من غيره فذم، ومنه {سمعنا فتى يذكرهم} أي بسوء، وكذلك هنا {أهذا الذي يذكر آلهتكم}.
ثم نعى عليه إنكارهم عليه ذكر آلهتهم بهذه الجملة الحالية وهي {وهم بذكر الرحمن هم كافرون} أي ينكرون وهذه حالهم يكفرون بذكر الرحمن، وهو ما أنزل من القرآن فمن هذه حاله لا ينبغي أن ينكر على من يغيب آلهتهم، والظاهر أن هذه الجملة حال من الضمير في يقولون المحذوف.
وقال الزمخشري: والجملة في موضع الحال أي {يتخذونك هزوًا} وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية وهي الكفر بالله انتهى.
فجعل الجملة الحالية العامل فيها {يتخذونك هزوًا} المحذوفة وكررهم على سبيل التوكيد.
وروي أنها نزلت حين أنكروا لفظة {الرحمن} وقالوا: ما نعرف الرحمن إلاّ في اليمامة، والمراد بالرحمن هنا الله، كأنه قيل {وهم بذكر} الله ولما كانوا يستعجلون عذاب الله وآياته الملجئة إلى الإقرار والعلم نهاهم تعالى عن الاستعجال وقدم أولًا ذم {الإنسان} على إفراط العجلة وأنه مطبوع عليها، والظاهر أنه يراد بالإنسان هنا اسم الجنس وكونه {خلق} {من عجل} وهو على سبيل المبالغة لما كان يصدر منه كثيرًا.
كما يقول لمكثر اللعب أنت من لعب، وفي الحديث: «لست من دد ولا دد مني» وقال الشاعر:
وإنّا لمما يضرب الكبش ضربة ** على رأسه تلقى اللسان من الفم

لما كانوا أهل ضرب الهام وملازمة الحرب قال: إنهم من الضرب، وبهذا التأويل يتم معنى الآية ويترتب عليه قوله: {سأريكم آياتي} أي آيات الوعيد {فلا تستعجلون} في رؤيتكم العذاب الذي تستعجلون به، ومن يدعي القلب فيه وهو أبو عمرو وإن التقدير خلق العجل من الإنسان وكذا قراءة عبد الله على معنى أنه جعل طبيعة من طبائعه وجزأ من أخلاقه، فليس قوله بجيد لأن القلب الصحيح فيه أن لا يكون في كلام فصيح وإن بابه الشعر.
قيل: فمما جاء في الكلام من ذلك قول العرب: إذا طلعت الشعرى استوى العود على الحر باء.
وقالوا: عرضت الناقة على الحوض وفي الشعر قوله:
حسرت كفي عن السربال آخذه

وقال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة والسدّي والضحاك ومقاتل والكلبي {الإنسان} هنا آدم.
قال مجاهد: لما دخل الروح رأسه وعينيه رأى الشمس قاربت الغروب فقال: يا رب عجل تمام خلقي قبل أن تغيب الشمس.
وقال سعيد: لما بلغت الروح ركبتيه كاد يقوم فقال الله: {خلق الإنسان من عجل}.
وقال ابن زيد: خلقه الله يوم الجمعة على عجلة في خلقه.
وقال الأخفش {من عجل} لأن الله قال له كن فكان.
وقال الحسن: {من عجل} أي ضعيف يعني النطفة.
وقيل: خلق بسرعة وتعجيل على غير تريب الآدميين من النطفة والعلقة والمضغة، وهذا يرجع لقول الأخفش.
وقيل: {من عجل} من طين والعجل بلغة حمير الطين.
وأنشد أبو عبيدة لبعض الحميريين:
النبع في الصخرة الصماء منبته ** والنخل منبته في الماء والعجل

وقيل: {الإنسان} هنا النضر بن الحارث والذي ينبغي أن تحمل الآية عليه هو القول الأول وهو الذي يناسب آخرها.
والآيات هنا قيل: الهلاك المعجل في الدنيا والعذاب في الآخرة، أي يأتيكم في وقته.
وقيل: أدلة التوحيد وصدق الرسول.
وقيل: آثار القرون الماضية بالشام واليمن، والقول الأول أليق أي سيأتي ما يسوؤكم إذا دمتم على كفركم، كأنه يريد يوم بدر وغيره في الدنيا وفي الآخرة.
وقال الزمخشري: فإن قلت: لم نهاهم عن الاستعجال مع قوله: {خلق الإنسان من عجل} وقوله: {وكان الإنسان عجولًا} أليس هذا من تكليف ما لا يطاق؟ قلت: هذا كما ركب فيه من الشهوة وأمره أن يغلبها لأنه أعطاه القدرة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة انتهى. وهو على طريق الاعتزال.
وقرأ مجاهد وحميد وابن مقسم {خَلَقَ} مبنيًا للفاعل {الإنسان} بالنصب أي {خلق} الله {الإنسان} وقوله: {متى هذا الوعد} استفهام على جهة الهزء، وكان المسلمون يتوعدونهم على لسان الشرع و{متى} في موضع الجر لهذا فموضعه دفع، ونقل عن بعض الكوفيين أن موضع {متى} نصب على الظرف والعامل فيه فعل مقدر تقديره يكون أو يجيء، وجواب {لو} محذوف لدلالة الكلام عليه، وحذفه أبلغ وأهيب من النص عليه فقدره ابن عطية لما استعجلوا ونحوه، وقدره الزمخشري لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال، وقيل: لعلموا صحة البعث، وقيل: لعلموا صحة الموعود.
وقال الحوفي: لسارعوا إلى الإيمان، وقال الكسائي: هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة وحين يراد به وقت الساعة يدل على ذلك، بل تأتيهم بغتة انتهى.
و{حين} قال الزمخشري: مفعول به ليعلم أي لو يعلمون الوقت الذي يستعجلون عنه بقولهم {متى هذا الوعد} وهو وقت صعب شديد تحيط بهم النار من وراء وقدام، ولَكِن جهلهم به هو الذي هونه عندهم.
قال: ويجوز أن يكون {يعلم} متروكًا فلا تعدية بمعنى {لو} كان معهم علم ولم يكونوا جاهلين لما كانوا مستعجلين، و{حين} منصوب بمضمر أي {حين لا يكفون عن وجوههم النار} يعلمون أنهم كانوا على الباطل، وينتفي عنهم هذا الجهل العظيم أي لا يكفونها انتهى.
والذي يظهر أن مفعول {يعلم} محذوف لدلالة ما قبله أي لو يعلم الذين كفروا مجيء الموعود الذي سألوا عنه واستنبطوه.
و{حين} منصوب بالمفعول الذي هو مجيء ويجوز أن يكون من باب الإعمال على حذف مضاف، وأعمل الثاني والمعنى لو يعلمون مباشرة النار حين لا يكفونها عن وجوههم، وذكر الوجوه لأنها أشرف ما في الإنسان وعجل حواسه، والإنسان أحرص على الدفاع عنه من غيره من أعضائه، ثم عطف عليها الظهور والمراد عموم النار لجميع أبدانهم ولا أحد يمنعهم من العذاب {بل تأتيهم بغتة} أي تفجؤهم.
قال ابن عطية {بل تأتيهم} استدراك مقدر قبله نفي تقديره إن الآيات لا تأتي بحسب اقتراحهم انتهى.
والظاهر أن الضمير في {تأتيهم} عائد على النار: وقيل: على الساعة التي تصبرهم إلى العذاب.
وقيل: على العقوبة.
وقال الزمخشري: في عود الضمير إلى النار أو إلى الوعد لأنه في معنى النار وهي التي وعدوها، أو على تأويل العدة والموعدة أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة أو إلى البعثة انتهى.
وقرأ الأعمش بل يأتيهم بالياء بغتة بفتح الغين فيبهتهم بالياء والضمير عائد إلى الوعد أو الحين قاله الزمخشري. وقال أبو الفضل الرازي: لعله جعل النار بمعنى العذاب فذكر ثم رد ردّها إلى ظاهر اللفظ {ولا هم ينظرون} أي يؤخرون عما حل بهم. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَإِذَا رَاكَ الذين كَفَرُواْ} أي المشركون {إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا} أي ما يتخذونك إلا مهزوءًا به على معنى قصرِ معاملتهم معه عليه السلام على اتخاذهم إياه هُزوًا، لا على معنى قصرِ اتخاذهم على كونه هزوًا كما هو المتبادرُ، كأنه قيل: ما يفعلون بك إلا اتخاذَك هزوًا وقد مر تحقيقه في قوله تعالى: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَىَّ} في سورة الأنعام {أهذا الذي يَذْكُرُ الِهَتَكُمْ} على إرادة القولِ أي ويقولون أو قائلين ذلك أي يذكرهم الخ، وقوله تعالى: {وَهُمْ بِذِكْرِ الرحمن هُمْ كافرون} في حيز النصبِ على الحالية من ضمير القول المقدرِ والمعنى أنهم يَعيبون عليه عليه الصلاة والسلام أن يذكُرَ آلهتَهم التي لا تضُرّ ولا تنفع بالسوء، والحالُ أنهم بذكر الرحمن المنْعِم عليهم بما يليق به من التوحيد أو بإرشاد الخلق بإرسال الرسلِ وإنزالِ الكتب أو بالقرآن كافرون بذكر الرحمن، والضمير الثاني تأكيدٌ لفظيٌّ للأول فوقع الفصلُ بين العامل ومعمولِه بالمؤكد، وبين المؤكِّد والمؤكَّد بالمعمول.
{خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ} جُعل لفرْطِ استعجالِه وقلة صبره كأنه مخلوقٌ منه تنزيلًا لما طُبع عليه من الأخلاق منزلةَ ما طبع منه من الأركان إيذانًا بغاية لزومِه له وعدم انفكاكه عنه، ومن عجلته مبادرتُه إلى الكفر واستعجالُه بالوعيد، روي أنها نزلت في النضْر بن الحارثِ حين استعجل العذابَ بقوله: {اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ} الآية، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن المراد بالإنسان آدمُ عليه السلام وأنه حين بلغ الروحُ صدرَه ولم يتبالغْ فيه أراد أن يقوم، وروي أنه لما دخل الروحُ في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ولما دخل جوفَه اشتهى الطعامَ، وقيل: خلقه الله تعالى في آخر النهار يومَ الجمعة قبل غروبِ الشمس فأسرعَ في خلقه قبل غيبتِها، فالمعنى خُلق الإنسان خلقًا ناشئًا من عجل فذكرُه لبيان أنه من دواعي عجلته في الأمور، والأظهر أن المرادَ به الجنسُ وإن كان خلقُه عليه السلام ساريًا إلى أولاده، وقيل: العجلُ الطينُ بلغة حِمْير، ولا تقريبَ له هاهنا وقوله تعالى: {سَأَريكُمْ ءاياتي} تلوينٌ للخطاب وصرفٌ له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المستعجِلين بطريق التهديدِ والوعيد، أي سأريكم نقِماتي في الآخرة كعذاب النار وغيره {فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ} بالإتيان بها والنهي عما جُبلت عليه نفوسُهم ليُقعِدوها عن مرادها.
{وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد} أي وقت مجيء الساعة التي كانوا يوعدون وإنما كانوا يقولونه استعجالًا لمجيئه بطريق الاستهزاء والإنكار كما يرشد إليه الجوابُ لا طلبًا لتعيين وقتِه بطريق الإلزام كما في سورة الملك {إِن كُنتُمْ صادقين} أي في وعدكم بأنه يأتينا، والخطابُ للنبيّ عليه الصلاة والسلام والمؤمنين الذين يتلون الآياتِ الكريمةَ المنبئةَ عن مجيء الساعة، وجوابُ الشرط محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله عليه حسبما حُذف في مثل قوله تعالى: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} فإن قولهم: حتى هذا الوعدِ استبطاءٌ للموعود وطلبٌ لإتيانه بطريق العجَلة فإن ذلك في قوة الأمرِ بالإتيان عجلةً، كأنه قيل: فليأتنا بسرعة إن كنتم صادقين.
{لَوْ يَعْلَمُ الذين كَفَرُواْ} استئنافٌ مَسوقٌ لبيان شدةِ هول ما يستعجلونه وفظاعةِ ما فيه من العذاب وأنهم إنما يستعجلونه لجهلهم بشأنه، وإيثارُ صيغة المضارعِ في الشرط وإن كان المعنى المُضِيَّ لإفادة استمرارِ عدم العلم فإن المضارعَ المنفيَّ الواقعَ موقعَ الماضي ليس بنص في إفادة انتفاءِ استمرار الفعل بل يفيد استمرارَ انتفائه أيضًا بحسب المقام، كما في قولك: لو تحسن إلى لشكرتك، فإن المعنى أن انتفاءَ الشكر لاستمرار انتفاءِ الإحسان لا لانتفاء استمرارِ الأحسان ووضعُ الموصولِ موضعَ الضمير للتنبيه بما في حيز الصلة على علّة استعجالِهم، وقوله تعالى: {حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النار وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ} مفعول يعلم وهو عبارةٌ عن الوقت الموعودِ الذي كانوا يستعجلونه وإضافتُه إلى الجملة الجارية مَجرى الصفة التي حقُّها أن تكون معلومةَ الانتساب إلى الموصوف عند المخاطب أيضًا مع إنكار الكفرةِ لذلك للإيذان بأنه من الظهور بحيث لا حاجة له إلى الإخبار به وإنما حقُّه الانتظامُ في سلك المسلّمات المفروغ عنها، وجوابُ لو محذوفٌ أي لو لم يستمِرَّ علمهم بالوقت الذي يستعجلونه بقولهم: متى هذا الوعد من الحين الذي تحيط بهم النار فيه من كل جانب، وتخصيصُ الوجوه والظهور بالذكر بمعنى القُدّام والخَلْف لكونهما أشهرَ الجوانب واستلزامِ الإحاطة بهما الإحاطةَ بالكمال بحيث يقدرون على دفعها بأنفسهم من جانب من جوانبهم.
{وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} من جهة الغير في دفعها الخ، لما فعلوا ما فعلوا من الاستعجال ويجوز أن يكون يعلم متروكَ المفعول مُنزّلًا منزلةَ اللازم، أي لو كان لهم علم لما فعلوه وقوله تعالى: {حِينٍ} الخ، استئنافٌ مقرر لجهلهم ومبينٌ لاستمراره إلى ذلك الوقت كأنه قيل: حين يرون ما يرَوْن يعلمون حقيقةَ الحال.
{بَلْ تَأْتِيهِم} عطف على لا يكفون أي لا يكفّونها بل تأتيهم أي العدَةُ أو النار أو الساعة {بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ} أي تغلِبهم أو تحيّرهم، وقرئ الفعلان بالتذكير على أن الضمير للوعد أو الحين وكذا الهاء في قوله تعالى: {فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا} بتأويل الوعد بالنار أو العِدة والحينِ بالساعة، ويجوز عَودُه إلى النار، وقيل: إلى البغتة أي لا يستطيعون ردها عنهم بالكلية {وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} أي يمهلون ليستريحوا طرفةَ عين، وفيه تذكيرٌ لإمهالهم في الدنيا. اهـ.